-A +A
«عكاظ» (واشنطن)

كشفت عائلة رجل عاد إلى الحياة فيما كان الجراحون يستعدون لاستئصال أعضائه عن تفاصيل مأساوية صدمت المجتمع الأمريكي.

ففي 2021، تم الإعلان عن وفاة توماس «تي جيه» هوفر الثاني، البالغ من العمر الآن 36 عاماً، بعد أن تسببت جرعة زائدة بدخوله إلى مستشفى بابتيست هيلث في ريتشموند بولاية كنتاكي.

وكشفت دونا روهرر، شقيقته ومقدمة الرعاية الأساسي له، أنه بدأ في تناول المخدرات بسبب القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، الذي تطور إثر رؤيته الجثث في أعقاب إعصار كاترينا وريتا. وفي وقت سابق، فقد هوفر شقيقين بسبب جرعة زائدة، ثم توفيت والدته.

وفي عيد ميلاده، تناول هوفر أدوية غير محددة وأُغمي عليه، وعندما وصل المسعفون لمكان وجوده لم يكن لديه نبض. وبعد أيام، ونظراً لعدم ملاحظة الأطباء أي علامات على نشاط المخ لديه، قررت عائلة هوفر إزالة أجهزة دعم الحياة عنه، والسماح باستئصال أعضائه للتبرع بها، وفقاً لرغباته.

ولكن عندما تم نقله إلى غرفة العمليات، استيقظ هوفر، ومنذ ذلك الحين، انتشرت قصته في جميع أنحاء البلاد ويبدو أنها أدت إلى زيادة في عدد الأشخاص الذين أزالوا أسماءهم من قواعد بيانات المتبرعين بالأعضاء.

وقالت شاهدة عيان من الطاقم الطبي إنه بعد وقت قصير من نقل هوفر إلى غرفة الجراحة بدأ يتخبط، ورأت الدموع على وجهه وهو يهز رأسه رافضاً إجراء العملية.

ورغم التوقعات القاتمة من أطبائه، كان هوفر في حالة جيدة بما يكفي ليكون قادراً على مرافقة شقيقته إلى المنزل. لكنه لا يزال يعاني من صعوبة في التوازن والتحدث والرؤية، وبعض القيود على ذاكرته قصيرة المدى.

وأثارت الحادثة لغطاً كبيراً، إذ أفادت تقارير بأن الطاقم الطبي في المستشفى تواصل مع المنظمة المعنية بالتبرع بالأعضاء وأخبروا المسؤولين فيها عن مخاوفهم بشأن حالة هوفر، لكنهم أصروا على أن تتم عملية استئصال الأعضاء.

ولاحقاً نفت المنظمة هذه التقارير، مؤكدة أنها لا تسمح بالقيام بعمليات استئصال لأناس أحياء.

وعلى مدار أسبوع واحد بعد نشر التقارير حول قصة هوفر، أزال نحو 170 شخصاً أنفسهم من سجلات المتبرعين بالأعضاء. وهذا أعلى بعشر مرات من عدد الأشخاص الذين أزالوا أنفسهم خلال الفترة نفسها في 2023.

وأخبر ممثلو مؤسسة Gift of Life Michigan، وهي شبكة للتبرع بالأعضاء خاصة بولاية كنتاكي، وكالة «أسوشيتد برس» أن بعض الأشخاص الذين أزالوا أسماءهم ذكروا حالة هوفر على وجه التحديد.

ويضيف هذا المزيد من الضغط إلى النظام الصحي المجهد بالفعل، إذ يموت ما يقدر بنحو 17 شخصاً في الولايات المتحدة كل يوم في انتظار عملية زرع أعضاء.